على لسان ميريام صفير: "علينا مواصلة العمل، وإن تأخّرت رؤية النتائج"
التاريخ:
ميريام صفير هي رئيسة تحرير مجلة الرائدة، والمديرة التنفيذية للمعهد العربي للمرأة في الجامعة اللبنانية الأميركية، وعضو في اللجنة الوطنية التوجيهية لصندوق المرأة والسلام والعمل الإنساني (WPHF) في لبنان. تشاركنا تأملات في رحلتها التي قضتها في سعي لإعادة تشكيل البُنى المجتمعية، وتعزيز دور الجمعيات المحلية في تحقيق المساواة بين الجنسين.
"قد يكون التغيير متوانٍ، لكن كل خطوة إلى الأمام – مهما كانت صغيرة – هي جزء من حركة أوسع وتحوّل جذري. نحن لا نناضل فحسب من أجل قوانين أو سياسات، بل من أجل تغيير ثقافي عميق – أي تغيير في الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى النساء ويتعامل معهن.

الصورة: ميريام صفير
إن دوري في المعهد العربي للمرأة ومجلة الرائدة لا يقتصر فقط على المناصرة، بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة في تمهيد الطريق لتغيير مجتمعي حقيقي. علينا أن نعزّز الوعي في كل زاوية من المجتمع. حتى عندما نواجه انتكاسات، من الضروري أن نتذكّر أن طريق عدالة النوع الاجتماعي طويل ومليء بالتحديات – محليًا وعالميًا. لكنه ليس طريقًا مستحيلًا.
الجمعيات القاعدية المدعومة من "صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني" هي التي تقود التغيير الحقيقي. ذلك إنها تتصدّى لجذور القمع، وتغيّر مجتمعًا محلياً تلو الآخر. هذه الجمعيات تكسر الحواجز، وتتحدى الأعراف البالية، وتوفر مساحات آمنة للفئات المهمشة – خصوصاً النساء ومجتمع الميم – عين. نحن ندرك الاحتياجات المحددة للمجتمعات التي نخدمها لأننا جزء منها. نحن نعرف من يحتاج إلى الدعم، ونعرف ما ينبغي له أن يتغيّر.
لقد أسهمت الشراكات الناجحة مع قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، في دمج ممارسات تراعي النوع الاجتماعي داخل هذه المؤسسات، وقد ساعد ذلك في تعزيز ثقافة الاحترام والمساءلة. هذه الشراكات هي مثال قوي على كيفية تحقيق تغيير مؤسسي مستدام من طريق العمل الجماعي. لقد شهدنا نتائج ملموسة نتيجة لهذه الجهود – نتائج تحمي النساء وتضمن احترام حقوقهن في جميع أنحاء لبنان.
رسالتي للنساء اللواتي يرغبن في أن يكنَّ جزءًا من هذا التغيير هي: استمررن! من السهل الشعور بالإحباط عندما لا تتغير الأمور بسرعة، لكن التحولات العميقة تستغرق وقتًا. لا تيأسوا. إنّ الرحلة طويلة والتغيير ليس فوريًا، لكنه تراكمي.
إنّ كل جهد، وكل حملة، وكل مبادرة توعية، تسهم في تشييد الأساس لانتصارات مستقبلية. ينبغي لنا مواصلة العمل، وإن تأخّرت رؤية النتائج. كل خطوة، كل تحدٍّ نواجهه، هو جزء من حركة تراكمية نحو العدالة. لا يجب أن نقلّل من قدرة الإصرار وأهمية التكاتف كطاقة دافعة للتغيير."