نشرة حول قضايا النوع الاجتماعي: عندما تحل الأزمات، غالبا ما تتفاقم أوجه عدم المساواة بين الجنسين: الاحتياجات الملحة للنساء والفتيات اللواتي طالتهن الأزمة في لبنان
تسلط هذه النشرة الضوء على التأثير غير المتناسب الذي يعاني منه النساء والفتيات في لبنان، وينسحب ذلك على الأسر التي تعيلها نساء، وكذلك على النساء ذوات الإعاقة، بسبب التصعيد الحاد في الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، حيث لا تزال الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة توقع أعداداً كبيرة من الضحايا، بما في ذلك النساء والفتيات، وتتسبب بنزوح جماعي من جنوب لبنان، والبقاع الشرقي، والضاحية الجنوبية لبيروت إلى مناطق أخرى في البلاد. وقد قوّض ذلك سبل العيش بشكل كبير وتسبب بتفاقم الحاجة إلى الحماية والمأوى والغذاء والصحة والمساعدة النقدية.
ويتعرض النساء والفتيات، ولا سيما اللواتي يعانين من أشكال متعددة ومتداخلة من التمييز، لخطر أكبر، بسبب التمييز القائم على النوع الاجتماعي والذي يحدّ من حقوقهن في المجالين الخاص والعام، ومن فرص وصولهن إلى الخطط الوطنية للإجلاء التي تضمن سلامتهن وكرامتهن ورفاههن. وقد يترتب على التغيرات المجتمعية الناجمة عن الصراع، إخضاع أكبر للنساء والفتيات، وإلغاء حياتهن وصحتهن من سلّم الأولويات، واستبعادهن من الخدمات المنقذة للحياة وعمليات صنع القرار، والحدّ من تنقلهن، وتعريضهن لتهديدات العنف والاستغلال خارج المنزل وداخله.
ومع استمرار الاستجابة الإنسانية، من المهم جداً تحديد الاحتياجات والقدرات والأولويات الخاصة بالنساء والفتيات المتأثرات بالأزمة، إلى جانب احتياجات الرجال والفتيان، وتوجيه المساعدة إلى الأشخاص والمجموعات الأكثر ضعفاً واحتياجاً. واستناداً إلى مجموعة من البيانات المستقاة من الدراسات الاستقصائية الوطنية، وقواعد البيانات، والمشاورات مع النساء، والرصد الميداني لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تسلط هذه النشرة الضوء على الضرورة الملحة في أن يدعم المجتمع الإنساني حقوق النساء والفتيات المتضررات من الأزمات الإنسانية المستمرة، مع التركيز على المجموعات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأسر التي ترأسها نساء، والأرامل، والنساء ذوات الإعاقة، وتلبية احتياجاتهن وأولوياتهن بشكل عادل. عند نشوب الصراعات، يصبح احتضان الهيئات التي تعنى بالمرأة أمراً بالغ الأهمية في التعاطي مع الحالات الإنسانية. فعلى الرغم من الدور المركزي الذي يلعبه النساء في الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية، بما في ذلك من خلال المنظمات التي تقودها النساء، أو من خلال الأخصائيات الاجتماعيات العاملات في الخطوط الأمامية، والنساء العاملات في المجال الصحي، إلا أنهن ما زلن مستبعدات إلى حد كبير من الأدوار القيادية، التي يستحقونها، في ادارة الأزمات.
توجه النشرة الانتباه إلى قطاعات محددة، وتسلط الضوء على الاحتياجات[2]، كما تؤكد على أن معالجة أوجه الضعف الإضافية التي تواجهها النساء والفتيات بسبب النزاع تتطلب التزامات وتدخلات متعددة القطاعات.
[1] انظر سياسة اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات في العمل الإنساني، يمكن الاطلاع عليها هنا.
[2] للحصول على مشورة مفصلة بشأن تعميم مراعاة منظور النوع الاجتماعي في الاستجابة الإنسانية، يرجى الاطلاع على دليل اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات بشأن النوع الاجتماعي في العمل الإنساني على الموقع التالي: https://www.gihahandbook.org