الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين
أجرت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" - لبنان في إطار "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين، المرحلة الأولى" (2015-2019) أول دراسة شاملة حول المعايير الاجتماعية والذكورة في لبنان: الدراسة الاستقصائية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في لبنان. بحث هذا الاستطلاع الوطني في القضايا الرئيسية في المنزل والعمل، في الحياة العامة والخاصة، وفي مواقف الرجال والنساء تجاه المساواة بين الجنسين التي تتراوح من الأبوة وصولا إلى العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. هذه الدراسة تضم مستجيبين ومستجيبات من لبنان وسوريا يقيمون في لبنان.
في مرحلته الثانية، يعتمد برنامج "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين، المرحلة الثانية" (2019-2022) على نتائج الدراسة الاستقصائية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في لبنان ويعمل على ثلاثة مستويات: مستوى الأسرة والمجتمع (المستوى الجزئي) والمستوى المؤسسي (المستوى المتوسط) ومستوى السياسة الوطنية (المستوى الكلي). على المستوى الجزئي، تتصدى "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" - لبنان بالشراكة مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية وكذلك الشبكات المحلية (على سبيل المثال، الكشافة والبلديات، إلخ) الأسباب الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين من خلال استهداف أصغر وحدة في المجتمع أي "الأسرة". ويتحقق ذلك من خلال تناول الدور الإيجابي للآباء والفتيان في دعم النساء والفتيات وتقديم تعريف بديل للذكورة يتحدى المعايير الاجتماعية الأبوية السائدة. تركز المرحلة الثانية على تنفيذ وتكرار التدخلات المجتمعية حول الأبوة الإيجابية، ومشاركة الأعمال المنزلية، والتوعية بشأن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والأدوار البديلة للجنسين. و يتم تنفيذ هذه النشاطات في أربع مناطق خارج بيروت (طرابلس وصور وصيدا والنبطية).
بالانتقال إلى المستوى المتوسط، دخلت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" - لبنان في شراكة مع الأمن العام، والجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأمريكية، ووزارة الشؤون الاجتماعية، فضلاً عن مؤسسات أخرى بهدف تعميم الدور الإيجابي للرجال في النهوض بحقوق المرأة وتوفير الحماية من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال هذه المؤسسات، تم تحقيق العديد من الشراكات مع القطاع الخاص من أجل دعم نشاطات برنامج "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين".
أخيراً، على المستوى الكلي، تعاونت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" - لبنان مع "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" لدعم جهودها لإصلاح السياسات الوطنية حول قضايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وحقوق المرأة. نتج عن هذه الشراكة الدعوة إلى إصلاح قانون الجنسية التمييزي في لبنان، وإلغاء قوننة زواج الأطفال، وإصدار قانون لمكافحة التحرش الجنسي لأول مرة في لبنان، وتعديل قانون العنف الأسري استجابة لزيادة حالات العنف الأسري بسبب الجائحة وأخيراً صياغة قانون موحد للأحوال الشخصية لجميع الأديان في لبنان. ترافقت كل هذه الجهود مع حملات على المستوى الوطني للتوعية ودعم الإصلاح القانوني.
من خلال برنامج "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين، المرحلة الثانية"، تمكنت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" من بناء جسور عبر المستويات الثلاثة وتوفير نهج كلي وشامل لإشراك الرجال والفتيان في النهوض بحقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين. موّلت "الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي" (سيدا)، هذا البرنامج على نحو سخي.