على لسان جويل بو عبود: "في عملي وحياتي الشخصيّة كنت دائماً مناصرة لحقوق المرأة"
التاريخ:
جويل بو عبود، مناصرة هدف التنمية المستدامة 5 لمجموعة "هولدال". الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة /لورين روني
جويل بو عبود محامية ومستشارة عامة لمجموعة "هولدال" وهي الجيل الثالث لشركة عائلية تأسست في لبنان وتعمل في مجال البيع بالتجزئة والتوزيع والتصنيع وسلسلة التوريد في مجالات التجميل والرعاية الشخصية والمنزلية والرعاية الصحية ونمط الحياة والرفاهية. تعمل جويل كمناصرة للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الشركة، وهي لاعبة رئيسية في العمل على تمكين المرأة. بعد حضور ورشة عمل استضافها مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة (CIBL) في الجامعة الأميركية في بيروت بدعم من "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" حول القانون 205 الذي يُجرّم التحرش الجنسي وحول تنفيذه في مكان العمل، ساهمَت في إعادة هيكلة وتطوير الإجراءات والتوجيهات لمنع التحرش الجنسي في مكان عملها.
"إلى جانب أكثر من 600 موظف (50٪ من الرجال و50٪ من النساء) - أفتخر بكوني صوت النساء في الشركة. في عملي وحياتي الشخصية، كنت دائماً مناصرة لحقوق المرأة. لذلك، عندما طلبت مني الإدارة أن أصبح مناصرة للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (الهدف 5 - تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات) في عام 2019، تشوّقت لهذه الفرصة، وكنت على استعداد لتكريس نفسي لمهمة النهوض بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.
تعمل الشركة على تطبيق أهداف التنمية المستدامة لبناء مكان عمل أكثر استدامة وشمولية. تطوّع ستة من مناصرين ومناصرات أهداف التنمية المستدامة لانشاء فرق عمل أهداف التنمية المستدامة التي تكوّنت من 55 امرأة و45 رجلاً من مختلف أقسام المكتب للعمل على أهداف التنمية المستدامة 3، 4، 5، 12، 17. نعمل بشكل وثيق معاً لتنسيق هذه الجهود.
في إطار فريق عمل هدف التنمية المستدامة 5، استطعتُ انشاء فريق عمل من ثلاث نساء ورجل واحد، بالإضافة إلى مدراء كل قسم من أقسام الشركة لتعزيز المشاركة المتساوية والشاملة للمرأة وتعزيز سلامتها وحمايتها في مكان العمل.
نضمن أن يتم صوغ سياسات شاملة تعزّز حقوق المرأة وحمايتها. من الناحية العملية، نضمن حصول النساء على فرص متكافئة بدءاً من مراحل المقابلة الأولية وصولاً إلى الحصول على الترقيات في الشركة، ونعمل على تمكينهن أيضاً لتولي مناصب قيادية غالباً ما يُنظر إليها على أنها "وظائف للرجال" (كمثل منصب مدير التصنيع وسلسلة التوريد). عام 2019، بدأنا إجراء جلسات حول مناهضة التحرش الجنسي في مكان العمل. على نحو منفصل، قام النساء والرجال بتحديد التحرش الجنسي وتعريفه وناقشوا \ن تجاربهم\هن الخاصة، ثم شاركوا\ن في نقاشات مشتركة. هذه الجلسات التي جمعت أكثر من 100 موظف وموظفة، جعلتنا ندرك أن العديد من حالات التحرش الجنسي لم يتم عدّها تحرشاً ، مما دفعنا إلى عقد المزيد من جلسات التوعية. حتى الآن، نواصل الجلسات والتدريب في الأقسام المختلفة مما يمهّد الطريق لنهج "صفر تسامح" مع التحرش الجنسي. شكرني الموظفون والموظفات على رفع مستوى الوعي حول هذا الموضوع، وأنا مقتنعة بأن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً في الحياة العملية لكل من النساء والرجال، وفي حياتهم الشخصية والاجتماعية. يمكن أن يؤدي الوعي إلى تغيير الأسباب الجذرية والعميقة ثقافياً لهذه السلوكيات، والتي غالباً ما يتم بناؤها حول الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي نشأنا عليها والتي تبيح التحرش الجنسي.
في المرحلة اللاحقة، قمنا بترجمة هذه الجهود في سياساتنا. بعد حضور سلسلة من ورش العمل حول القانون رقم 205، تمكنّنا من تطوير سياساتنا وتعزيزها لضمان حماية النساء من التحرش في مكان العمل. لقد شاركت أيضاً، مع مجموعة "هولدال"، في الضغط من أجل القانون الجديد قبل إقراره. قاد "مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة" ، ورش العمل بالشراكة مع المنظمة اللبنانية غير الحكومية "نواة للمبادرات القانونية"، و"الرابطة اللبنانية لسيدات العمل"، و"أبعاد"، و"هيئة الأمم المتحدة للمرأة".
أدرك العوائق المستمرة التي تواجهها النساء لأنني واجهت معوقات في حياتي، وقيدتني الأعراف الاجتماعية وتعرضت للتحرش الجنسي. ومع ذلك، فقد تم دعمي للوقوف والتحدث علانية، خلال رحلتي الخاصة وبدعم من نساء ورجال آخرين، ولا سيما زوجي - الآن أريد أن أقوم بالشيء نفسه مع النساء والفتيات الأخريات، ومن بينهن ابنتي.
قبل عقد جلسات التوعية، وعلى حد علمي، لم تكن أي امرأة قد بلغت عن حالات تحرش جنسي في شركتنا. بعد الجلسات، تقدمت ثلاث سيدات - وهذه خطوة كبيرة بالنسبة لجميع النساء في الشركة. الآن، يدركن النساء إلى أين يلجأن وماذا يجب أن يفعلن وأن الشركة ستدعمهن. يدافع المزيد من الرجال أيضاً عن حقوق المرأة وتمكينها في الشركة. يجب إشراك الرجال كوكلاء تغيير لتحقيق تمكين المرأة.
يجب أن تستمر جهودنا للتأكد من تلبية قضايا المرأة وضمان سلامتها. بينما نواصل إجراء الجلسات لرفع الوعي، ليس فقط ضمن مجموعة "هوالدال"، ولكن أيضاً بين الشركات الأخرى على الصعيدين الوطني والدولي، أطلقنا أيضاً سلسلة فيديوهات لتسليط الضوء على هذه المشكلة.
أخبر الشركات الأخرى أننا بحاجة إلى تنحية المنافسة جانباً وإلى الالتزام الجماعي في شأن تعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. أقول للنساء أنه يحق لك الحصول على حقوقك الكاملة، والشعور بالأمان والحماية، والأهم من ذلك أن تشعري بالتمكين في عملك. لا تدعِ التحيزات المجتمعية القائمة على النوع الاجتماعي تعيقك."
تم تطوير هذا العمل وإطلاقه كجزء من مشروع "تدابير خاصة للحماية من الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي - الدعوة للتشريع المناهض للتحرش الجنسي في لبنان". ويهدف إلى بناء مبادرات تركّز على أصحاب العمل لتعزيز التزام وتنفيذ القانون الجديد 205 لمناهضة التحرش الجنسي في لبنان. عقدت ورشة العمل بالشراكة مع "نواة للمبادرات القانونية"، (منظمة غير حكومية لبنانية تعمل مع الفئات المهمشة لزيادة الوعي حول الحقوق القانونية والدعوة للإصلاح القانوني)، و"الرابطة اللبنانية لسيدات العمل"، وهي جمعية غير ربحية تدعم النساء في الأعمال التجارية ورائدات الأعمال، ومنظمة "أبعاد" غير الحكومية ومركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة في كلية سليمان العليّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت و"هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، بدعم سخي من السويد. وقّعت مجموعة "هولدال" أيضاً على مبادىء تمكين المرأة، وهي مجموعة من المبادئ التي تُقدّم إرشادات للأعمال التجارية حول كيفية تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مكان العمل والسوق والمجتمع.