من موقعي هذا: "النساء هنّ مُحرّكات التغيير من أجل تعزيز المجتمعات السلميّة"

التاريخ:

تعمل نيكول قسيس، 43 عاماً، أستاذة للغة الفرنسية  منذ  أكثر من 23 عاماً في مدرسة راهبات الوردية، في سن الفيل. شرعَت هذه الأم لطفلين في رحلة تطوير ذاتي وأصبحت ناشطة مجتمعية بعد انضمامها إلى "لجنة المرأة" التي تم إنشاؤها في إطار مشروع "ريفايف"، الذي يوفر فرص تدريب تفاعلية لشبكة من النساء لدفع التغيير في مجتمعاتهن.

 Community mobilizer Nicole Kassis. Photo: Courtesy of Nicole Kassis.

الناشطة المجتمعية نيكول قسيس. الصورة: نيكول قسيس.

"في سن السابعة عشرة، كنت متحمسة جداً للدخول إلى الجامعة. ولكن، بعد يوم واحد من إجرائي امتحاني النهائي في المدرسة الثانوية، تزوّجت من رجل لم أكن أعرفه جيداً. كان زوجي أحد أقاربنا البعيدين وكان يزورنا بغية التقرّب مني. عندما تقدّم بطلب الزواج لأول مرة، كان والدايّ مترددين قليلاً، لكني كنت متحمسة جداً للزواج وأقنعتهما بالقبول. ظننتُ أن هذا يعني أنني أستطيع الهروب من المنزل العائلي حيث كان كل شيء ممنوعاً. أدركتُ لاحقاً أنني كنت أنتقل من هذا الفخ إلى فخّ آخر.

"عشتُ طيلة حياتي في سن الفيل، إحدى ضواحي جبل لبنان، شرقي بيروت. بالنسبة لي إنّ مجتمعي هو  بيتي  وهو المكان حيث نشأت وحيث يعيش عائلتي وأصدقائي وجيراني. لطالما كان دعم مجتمعي بأي طريقة ممكنة أمراً مهماً بالنسبة لي.

في العام الماضي، انضممتُ إلى مشروع "ريفايف" وسرعان ما أصبحت عضوة في إحدى اللجنتين النسائيتين اللتين تم تأسيسهما في سن الفيل وبرج حمود. لقد كانت لحظة فخر بالنسبة لي بأن أكون في وسط نساء متحمسات يناصرن  المجتمعات السلمية والمزدهرة والمستدامة.

نعقد اجتماعات مرتين في الشهر. في البداية،  خصصنا هذا الوقت لمشاركة الخبرات مع بعضنا البعض،  إن النساء الأخريات ألهمنني كثيراً، وبدأت من ذلك الحين أؤمن بشدة أنه يجب إسماع صوتي وأصوات النساء الأخريات في المجتمع، وأنه لا ينبغي تجاهل حقوقنا.

من خلال اللجنة، اكتسبت العديد من المهارات الجديدة بما في ذلك مهارات التواصل والتخطيط الفعال. لقد تدربنا في معظم الأحيان على إجراء مناقشات لتقوية مهارات الوساطة لدينا ولصوغ وجهات نظرنا وإقناع الآخرين بها بشكل فعّال. كما نشارك أيضاً وبانتظام بـ "المقاهي السياسية"، وهي سلسلة من المناقشات العامة المتاحة للنساء والرجال، ويتم عقدها على نحو منتظم لمعالجة ومناقشة القضايا الملحة المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة. بفضل "لجنة المرأة"، شعرتُ أخيراً بالتمكين الذي سمح لي بالتساؤل  حول ما أراه وما يحدث في مجتمعي، سياسياً واجتماعياً. لقد اقتنعتُ أخيراً بقدرتي على قيادة التغيير داخل مجتمعي على مستويات عدة وأن من واجبي استخدام صوتي للقيام بذلك. قررتُ حينها أن أتولّى دور  المُحرّكة المُجتمعيّة. في دوري الجديد، كنت أعمل على زيادة وعي النساء الأخريات حول حقوقهن بما في ذلك مشاركتهن المتساوية في اتخاذ القرارات في مجتمعنا وتمكينهن لاستخدام أصواتهن للقيام بذلك.

أعتقد أن النساء هنّ محرّكات التغيير من أجل تعزيز المجتمعات السلمية. أشجع النساء على  الإيمان بأنفسهن تماماً مثلما تعلّمت أن أفعل أنا، وأشجعهن أيضاً على عدم قول أنهن لا يقدّمن قيمة مضافة وألاّ يعتقدن ذلك وألاّ يقتنعن أن أفكارهن لن تحدث فرقاً.

كخطوة تالية، أخطط لتنفيذ مبادرات ومشاريع صغيرة مع أعضاء/عضوات آخرين/أخريات في مجتمعي تركز على تحسين حياة الأطفال والأسر في الأحياء التي تواجه فقراً مدقعاً.  بتتُ الآن مقتنعة بأنه لا ينبغي لنا أبداً انتظار الآخرين لاتخاذ المبادرات. إنه مجتمعنا وإنها بيئتنا. لذلك، تقع على عاتقنا مسؤولية إحداث التغيير."

تُبيّن قصة نيكول قسيس جهود المجتمع التي تشرف عليها لجنة المرأة في إطار مشروع "ريفايف"، بقيادة المنظمتين  غير الحكوميتين المحليتين  "مدنيّات" و"الجمعية الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية (أوندز)". يتم تمويل المشروع من قبل صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني وحكومة ألمانيا، مع دعم فنّي من "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في لبنان.