نشرة حول قضايا النوع الاجتماعي في ظل الاشتباكات الدائرة في جنوب لبنان
منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحدود لبنان الجنوبية تشهد تبادلاً لإطلاق النار. كان من تداعيات هذه الاشتباكات مقتل وإصابة العديد من المدنيين في جنوب لبنان، بينهم نساء وأطفال وصحفيون. كما أدى ذلك إلى نزوح 58 ألفاً و835 شخصاً من سكان الجنوب (حتى 9 كانون الأول/ديسمبر 2023)، يشكّل النساء 52% منهم. وثمة في لبنان حالياً 14 مركز إيواء جماعي لجأ إليها 991 نازحاً داخلياً. تتوزع هذه المراكزعلى الشكل التالي: خمسة مراكز في صور لجأ إليها 696 نازحاً، سبعة في حاصبيا لجأ إليها 136 نازحاً، مركز واحد في كفردنيس يستقبل 46 نازحاً، وآخر في صيدا يستقبل 113 نازحاً.
لتسليط الضوء على آثار هذه الاشتباكات على النساء، وعلى مدى قدرتهن في المساعدة للاستجابة للأزمات المحلية، وفي خضم الأزمة الأمنية والإنسانية المستمرة في جنوب لبنان، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، ومنظمة إنترناشونال ألرت، ومنظمة "كفى" عنف وإستغلال، والمركز المهني للوساطة التابع لجامعة القديس يوسف في بيروت، بإعداد هذه النشرة على نحو مشترك، في حين لا تزال الأزمة الأمنية والإنسانية مستمرة في جنوب لبنان.
تقدم الاستنتاجات التي تم التوصل إليها ملاحظات حول قضايا تتعلق بالمساواة بين الجنسين من أجل مساعدة هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجتمع الإنساني على تحديد النواحي البالغة الأهمية في الاستجابة الإنسانية كي يتم إدراجها في خطط الاستعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها.
وفقا لمشاورات أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاؤها بين 30 تشرين الأول/أكتوبر و 10 تشرين الثاني/نوفمبر مع 68 امرأة من جنوب لبنان منخرطات في مبادرات محلية لبناء السلام في ستة مواقع مختلفة (مرجعيون، خيزران، مخيم عين الحلوة للاجئين، حاصبيا، صور، والعباسية)، فإن الصراع يلقي بظلاله على حياة النساء والفتيات بأشكال مختلفة، نذكر منها: المصاعب الاجتماعية والاقتصادية، والاضطراب العاطفي الكبير، والمخاوف المتعلقة بالسلامة، والإحباط بسبب عدم كفاية أنظمة الدعم. فضلاً عن ذلك، فإن تحليل بيانات صادرة عن منظمات إنسانية أخرى تابعة للأمم المتحدة، يشير الى وجود مخاوف إضافية مرتبطة بالنوع الاجتماعي.
إن منظمات حقوق المرأة، وعلى الرغم من التحديات العديدة، قد مدت يد المساعدة. كما بيّنت المشاورات أن نساء المجتمع المحلي في الجنوب، يسهمن بشتى الطرق في تقديم المساعدة الأساسية، ويشاركن في التنسيق، وفي وضع الخطط لحالات الطوارئ. والجدير بالذكر أن النساء في الجنوب قد انخرطن على نحو فعلي في إدارة الأزمة؛ ذلك أنهن يقمن بعمليات التسجيل لصالح منظمات الإغاثة، ويعملن على تلبية الاحتياجات الخاصة للنازحين، وينشطن في الوقت عينه إلى جانب البلديات لإيجاد مراكز إيواء.