النساء شريكات أساسيات في مراحل التعافي وإعادة الإعمار
التاريخ:
في ظلّ الأزمات المستمرة التي يمر بها وطننا لبنان وانتهاك سيادته، لا سيّما خلال العدوان الغاشم الذي تفاقم في أيلول 2024 وما ألحَقه من ضحايا وتهجير وما رافقه من دمار، تدعو شبكة "نساء فاعلات في بناء السلام في لبنان" إلى تبنّي نهج شامل للتعافي وإعادة الإعمار، يستند إلى قيم العدالة والشمول والاستدامة. إن تبنّي لبنان لخطة عمل وطنية تتماشى مع القرار 1325، الصادر عن مجلس الأمن في عام 2000 حول المرأة والسلام والأمن، هو استثمار جوهري في بناء مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا، وبمثابة خارطة طريق عمليّة تعزّز العدالة والمساواة، وتمكّن المرأة من المساهمة الفعّالة في بناء الوطن.
بناء على القرار 1325، الذي يُعتبر أداةً محوريّة لتعزيز دور النساء في بناء السلام والأمن، نؤكّد على ضرورة اعتماد نهج شامل لإعادة الإعمار والتعافي يشمل تعزيز مشاركة النساء في جميع مراحل صنع القرار السياسيّ والاجتماعيّ، ممّا يضمن لهن دورًا فعّالًا في رسم ملامح المستقبل، وتركيز الجهود على حماية النساء من كافة أشكال العنف وتوفير بيئة آمنة تُمكّنهن من تحقيق إمكاناتهن الكاملة، واعتماد استراتيجيّات وقائيّة لمنع نشوب النزاعات المستقبليّة.
إن تطبيق هذا النهج ليس مجرد خطوة محوريّة لتحقيق التعافي، بل هو ركيزة أساسيّة لإرساء سلام مستدام يُبنى على العدالة والتماسك المجتمعي. كما أنّ بناء السلام الحقيقي يتطلب مواجهة صادقة وجريئة مع الماضي في وجه ما تكرّس من صمت وطمس للذاكرة، ما أدى إلى تفاقم الجراح وتعميق الانقسامات داخل المجتمع. ومن هنا، فإن المراجعة الشاملة للتجارب السابقة والاعتراف بها يمثلان مدخلًا حتميًا لتحقيق سلام داخلي مستدام يُعيد الثقة بين أبناء هذا الوطن، ويُمهّد الطريق لبناء لبنان على أسس العدالة والكرامة والإنصاف.
لتحقيق تعافٍ شامل ومستدام، نطالب بـ:
التعافي الأسري |
· توفير الدعم النفسي والصحي واللوجستي للأسر، مع إيلاء أهمية خاصة لاحتياجات النساء والأطفال. · إدماج احتياجات النساء الخاصة في خطط التعافي الوطنية وضمان استدامتها في الخطط التنموية المستقبلية. |
التعافي الاجتماعي |
· تعزيز قيم التضامن الإنساني والعلاقات الاجتماعية التي ظهرت خلال الأزمات، وتحويلها إلى أساس دائم لتحقيق التماسك المجتمعي. · مواجهة الخطابات التحريضية وخطابات الكراهية، والتركيز على نشر خطاب وطني يعزز السلام والتماسك المجتمعي ويحترم حقوق الإنسان. |
التعافي الوطني |
· الالتزام بوحدة لبنان، وتعزيز ثقة المجتمع بالمؤسسات الوطنية كركيزة أساسية للعدالة والاستقرار. · ضمان مشاركة النساء في الحوار الوطني، مما يعكس تجاربهن وأدوارهن الفعّالة في صنع القرارات. · تعزيز دور النساء في المبادرات الوطنية، مثل حملات التطوع وزيادة عدد المنتسبات الى الجيش والمؤسسات الأمنية. · تمكين النساء في المجالس البلدية، ليساهمن بشكل فعّال في جهود إعادة الإعمار ويضمنّ تحقيق مجتمع أكثر شمولية واستدامة. · دعم المنظمات التي تعمل في مجالات حقوق الإنسان، والدعم النفسي، والتماسك الاجتماعي، لضمان استمرارية دورها في بناء السلم الأهلي. |
نؤكد على ضرورة الالتزام بالقرار 1325 باعتباره أداة أساسية لضمان مشاركة النساء كصانعات للتغيير في بناء سلام حقيقي ومستدام في لبنان. هذه المرحلة الانتقالية تمثل فرصة فريدة لترسيخ ثقافة المصالحة والعدالة الاجتماعية، وتحويل التحديات إلى دعائم لبناء وطنٍ يضمن الكرامة والمساواة لجميع أبنائه وبناته.
لبنان يستحق السلام.