نهاد عواد ناشطة بيئية تحفّز إشراك الشباب والشابات في القضايا البيئية
التاريخ:
نهاد عواد، 31 عامًا، هي مؤسسة الفرع الوطني اللبناني لحركة الشباب العربي للمناخ ومسؤولة الحملات في مشروع "أمة لأجل الأرض"، في "غرينبيس" وهي مبادرة يقودها تحالف عالمي تعمل على تمكين المجتمعات الإسلامية في العمل المناخي. بدءاً من عمليات تنظيف الشواطئ مروراً بغرس الأشجار وصولاً إلى تمثيل غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومشروع "أمة لأجل الأرض" في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (COP26)، تعمل نهاد على إشراك الشباب والشابات في القضايا البيئية منذ كانت في الخامسة عشرة.
نهاد عواد. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني
بدأت مسؤولية نهاد البيئية، في المنزل، في سن مبكرة "كان لوالدتي الفضل في وعيي بتأثير الفرد على البيئة، وجعلتني أعيد التفكير في أفعالي بتلك الأشياء البسيطة كمثل السؤال لماذا لا ينبغي لنا التخلص من القمامة عشوائياً أو لماذا من المهم المحافظة على الموائل الطبيعية والغابات."
حصلَت نهاد على درجة البكالوريوس في الصحة البيئية ثم الماجستير في العلوم البيئية مع التركيز على تخطيط السياسة البيئية. بعد التخرّج نالت منحة دراسية من جامعة ديوك والتحقت ببرنامج One Health الذي يركّز على البيئة والصحة العامة والعلوم البيطرية. خلال سنوات دراستها في الجامعة الأمريكية في بيروت تعرّفت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) والمفاوضات بشأن العمل المناخي. تقول: "لقد بدأتُ في قراءة المزيد عن السياسات العامة والقانون الدولي وحاولت العثور على أشخاص يشبهونني في التفكير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. على هذا النحو تعرفتُ على حركة الشباب العربي للمناخ، وهي هيئة مستقلة تعمل على إنشاء حركة على مستوى الأجيال في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لحل أزمة المناخ.
في عام 2015، في سن الخامسة والعشرين، أنشأت نهاد الفرع الوطني اللبناني لحركة الشباب العربي للمناخ لتوعية الأطفال في سن مبكرة حول مسألة التغير المناخي في المدارس. وتقول: "يشعر الأطفال بحماس كبير لإيجاد حلول لتغير المناخ ومعالجة مشكلة التلوث. يبدو أن الأجيال الأكبر سنا أكثر ترددًا في اتخاذ الإجراءات، ذلك انها تطلب أدلة ملموسة على أن الأنشطة البشرية تساهم في تغير المناخ ".
شارك طلاب المدارس في مبادرات بيئية عدة بقيادة حركة الشباب العربي للمناخ، "قام طلاّب إحدى المدارس بإعادة تدوير النفايات أثناء معرض العلوم، كما قاموا بصنع الألواح الشمسية من رقائق الألمنيوم وحاويات المياه البيضاء المغطاة بالكرتون. وفي سياق مبادرة أخرى، جمع الطلاب أغطية الزجاجات البلاستيكية وباعوها لشركة إعادة تدوير لشراء كرسي متحرك لامرأة محتاجة ".
تعتقد عواد أن النساء والشباب والشابات بشكل عام أكثر انخراطًا في مبادرات وأنشطة العمل المناخي التطوعي على الرغم من غيابهم الملحوظ عن طاولة المناقشات العالمية. "خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ السادس والعشرين، كان معظم المشاركين في اتخاذ القرارات الرئيسية من الرجال؛ كما كانت الوفود التي هيمن عليها الرجال القاعدة السائدة. النساء غائبات وأصواتهن غير مسموعة. حضرت اجتماعًا لصندوق التكيف في عام 2019، نظّمته اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) وعُقد لتمويل أنشطة التكيّف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود، ولم يكن في الاجتماع سوى امرأة واحدة. لا يتم تمثيل الشباب والشابات بشكل كافٍ في الوفود الرسمية وهيئات صنع القرار. لا يكفي أن يقولوا عنا أنتم مثيرون للإعجاب حين نخرج إلى الشوارع للاحتجاج. نريد أن نجلس على طاولة صنع القرار ".
من خلال حملة غرينبيس "أمة لأجل الأرض"، وجدَت عواد منصة لجعل صوتها مسموعاً ولإلهام المجتمع ليتحوّل إلى مجتمع أخضر. تقول "يهدف هذا المشروع إلى تحفيز حركة مناخية إسلامية حديثة ومرنة، بالتحالف مع الجماعات الإسلامية والمؤثرين/ات الرئيسيين/ات والزعماء الدينيين والسفراء الثقافيين حول العالم. لقد عملنا على دعم المسلمين لكي تسهم وجهات نظرهم وخبراتهم في بناء وتشكيل متطلبات حركة المناخ العالمية، بالإضافة إلى التركيز على نحو أقوى هذا العام على تدريب المسلمين من الجيل الشاب الواعين بيئيًا على الحلول التي يقودها المجتمع ".
في المراحل الأولى من المشروع، أطلقت غرينبيس "خارطة القصص" على الإنترنت لتمكين الناشطات والناشطين والعلماء والمشاهير من مشاركة قصصهم/ن الشخصية حول القضايا المتعلقة بالمناخ. حتى الآن، تمت مشاركة ما يقرب من 180 قصة على المنصة، من جميع أنحاء العالم. ومن بين الموقعين من جميع أنحاء العالم (من أصل 90.000) ثمة 4.5٪ من لبنان.
تقول عواد: "أطلقنا أيضًا الدليل الأخضر للحج والعمرة وتطبيقًا للهاتف المحمول يشجّع الحجاج على الشروع خلال هذه الرحلة الروحية للمسلمين في التفكير في دورهم، وفي أداء مناسك الحج والعمرة بطريقة صديقة للبيئة لحماية الأرض والحياة عليها ".
خلال شهر رمضان 2021، ومن خلال "مشروع أمة لأجل الأرض" أشركت عواد وفريقها 90 ألف شاب/ة مسلم/ة في لعبة "الحقيقة أو الجرأة" حيث تحداهم مؤثرون ومؤثرات لاتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات الصديقة للبيئة طوال هذا الشهر. وتوضح قائلة: "لقد "سمح لهم ذلك باحتضان دور الإشراف على المناخ في الأعمال اليومية وجلب 12000 مؤيد إضافي للمنصّة".
تم إطلاق مبادرة المسجد الأخضر في نهاية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ السادس والعشرين (COP26) بدءًا من جعل مسجد غلاسكو المركزي يستخدم الطاقة الشمسية وإصدار تقرير المساجد الشمسية العشرة الأيقونية. نحن نعمل الآن على تطوير هذه المبادرة من خلال تحفيز جمهورنا على اتخاذ إجراءات في مجتمعاتهم لجعل مساجدهم تستخدم الطاقة الشمسية - بالإضافة إلى إنجاح ربط العمل المجتمعي بتغيير الأنظمة والعمل السياسي. نهدف إلى دعم هذا العمل من خلال بناء القدرات حول التنظيم والحملات.
وتشدّد عواد على أن أكثر ما نحتاجه اليوم هو زيادة الوعي حول التأثير الطويل الأمد لتغير المناخ على الحياة وسبل العيش.
"رسالتي للشباب والشابات: إن التغيير ممكن، ويمكنكم أن تكونوا جزءًا منه! انضمّوا إلى "مشروع أمة لأجل الأرض".