بيان موحد يدعو المؤسسات الإعلامية في لبنان إلى ضمان المشاركة الشاملة للمرأة في الحياة السياسية والانتخابات

حضرة المحرر/ة،

يسعدنا أن نكتب إليكم في إطار الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في 15 آيار 2022 وفي إطار الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الإعلامية مثل منظمتكم في تشجيع المشاركة الواسعة والشاملة للمرأة في السياسية والانتخابات وفي معالجة قضايا التمييز بين الجنسين والعنف ضد المرأة في السياسة.

المشاركة المتساوية والعادلة للنساء والرجال في السياسية هي أمر أساسي لضمان شفافية العمليات الديمقراطية. تُعد الانتخابات فترة تدقيق إعلامي مكثف، في الوقت الذي يعتمد الناخبون والناخبات بشكل كبير على الأخبار ووسائل الإعلام لتنظيم حملاتهم وطرح آرائهم والإدلاء بأصواتهم. لذلك من الضروري أن يتمتع المرشحون والمرشحات بفرص متساوية للوصول إلى وسائل الإعلام وأن يتم تصويرهم بطريقة عادلة ودقيقة طوال هذه الفترة.

تتضمن الاتفاقيات الدولية، مثل منهاج عمل بيجين لعام 1995، أحكاماً محددة تتعلق بوسائل الإعلام نظراً لدورها في تعزيز المساواة بين الجنسين، وضمان وصول المرأة إلى عمليات صنع القرار، والتصدي للتمثيل  غير العادل للمرأة. تؤكد التوصية العامة رقم 19 لـ"اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" (سيداو) على ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لضمان احترام وسائل الإعلام للمرأة وتعزيزها، بما في ذلك ضمان توافر البث المجاني والتمثيل العادل للمرأة. توصي الاتفاقية أيضاً بضرورة بذل الجهود لضمان حصول جميع المرشحين والمرشحات، بغض النظر عن النوع الاجتماعي الخاص بهم، على مستوى متكافئ من الظهور في وسائل الإعلام، لا سيما خلال فترات الانتخابات.

أظهرت دراسات عدة في لبنان أن المرشحات غير ممثلات تمثيلاً عادلاً في وسائل الإعلام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتخابات. وجدت دراسة أجرتها "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" عام 2020،  والتي درست تجارب المرشحات في الانتخابات البرلمانية لعام 2018، أن غالبية – 81% –  من المرشحات يعتبرن التمييز الإعلامي عقبة رئيسية خلال حملاتهن الانتخابية. كما أظهرت النتائج أن 50٪ من المرشحات اعتبرن أن الأسئلة التي طرحها الصحفيون كانت تمييزية بين الجنسين، مما يعني أنه لم يتم منحهن فرصة عادلة لإيصال أجنداتهن السياسية بشكل فعال إلى المشاهدين والمشاهدات والناخبين والناخبات المحتملين. كما تؤكد دراسات أخرى هذه النتائج، حيث أفادت مؤسسة "مهارات" أن المرشحات حصلن على 5٪ فقط من إجمالي التغطية الصحفية و 15٪ من التغطية التلفزيونية اللبنانية خلال فترة الحملة الانتخابية 2018. وجدت دراسة أجراها "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" ومؤسسة "مهارات" عام 2021 ¹ ،أن النساء ما زلن يتعرضن للتهميش في الإعلام اللبناني، تماماَ كما يتم تهميشهن في الحياة السياسية. يظل وجود المرأة ثانوياَ في برامج الحوار السياسي، وكذلك في التقارير الإخبارية، حيث يبدو أن نسبة النساء هامشية، فلا يزال الرجال يتصرفون كمتحدثين رئيسيين بنسبة 86٪ من الوقت.

يمكن الموافقة على أن ما ورد أعلاه يسلط الضوء بوضوح على التمثيل غير العادل للمرشحات في وسائل الإعلام، وهي ظاهرة تساهم في استخدام لغة تمييزية وعنيفة ضدهن في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية وفي الأماكن العامة. نظراً لأن الإعلام لا يزال شريكاً مهماً في تعزيز التنمية في لبنان، نأمل أن نتمكن من الاعتماد على قيادتكم/ن والتزامكم/ن بضمان التمثيل العادل للمرشحات في وسائل الإعلام، لا سيما قبل انتخابات 2022.

إن الأمم المتحدة في لبنان مستعدة لمناقشة الطرق العملية لضمان أن تكون تغطيتكم لانتخابات عام 2022 خالية من التمييز القائم على النوع الاجتماعي وخطاب الكراهية القائم على النوع الاجتماعي، وتقديم دعمنا حيثما نستطيع.

ستجري الأمم المتحدة في لبنان أيضاً تمارين مختصة برصد وسائل الإعلام، بما في ذلك رصد المساحة الاعلامية المخصصة للمرشحات، بالإضافة إلى كيفية تصوير المرشحات في المقارنة معالمرشحين الذكور، في وسائل الإعلام. سنقدم ملاحظات للمؤسسات الإعلامية من خلال عملية الرصد هذه. سنقوم أيضًا بنشر هذه الرسالة علناً، والتي يتم إرسالها إلى عدد من المؤسسات الإعلامية في لبنان، لتعزيز الشفافية والمساءلة بين المؤسسات الإعلامية والمرشحات.

نتطلع إلى ردكم ونود مقابلتكم لمناقشة هذه المسألة على نحو إضافي . نحن على استعداد لدعمكم ودعم منظمتكم في هذا العمل المشترك.

أطيب التحيات،

سفير اسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فيري دي لا بينيا 
سفير استونيا في لبنان، ميكو هالجاس 
سفير ألمانيا في لبنان، أندرياس كيندل 
سفير ايرلندا في لبنان، شون أو ريغان 
سفيرة إيطاليا في لبنان، نيكوليتا بومباردييري 
سفير بلجيكا في لبنان، هوبير كورمان
سفير بولندا في لبنان، بشيميسلاف نيسيووفسكي 
سفير جمهورية التشيك في لبنان، جيري دوليزل
سفيرة الدنمارك في لبنان، ميريت غول 
سفير رومانيا في لبنان رادو كاتالين ماردار
سفير رومانيا في لبنان، رادو كاتالين ماردار 
سفير سلوفاكيا في لبنان، ماريك فارغا 
سفيرة فرنسا في لبنان، آن غريو 
سفيرة فنلندا في لبنان، تاريا فرنانديز 
سفيرة كندا في لبنان، شانتال تشاستيناي 
سفير المملكة المتحدة في لبنان، إيان كولارد 
سفير النرويج في لبنان، مارتن ايترفيك 
سفيرة النمسا في لبنان، رينيه بول آمري
سفير هولندا في لبنان، هانس بيتر فان دير وود 
 سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا
سفير اليابان في لبنان، تاكيشي أوكوبو
سفيرة اليونان في لبنان، كاثرين فونتولاكي
منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، يوانّا فرونِتسكا
نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي، 
الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، ميلاني هاونشتاين 
مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، مارغو الحلو
مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت وممثلة اليونسكو لدى لبنان وسوريا، كوستانزا فارينا
رئيسة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان،  رايتشل دور – ويكس

 ^{1 دراسة موضوعية حول "إتجاهات وسائل الإعلام والإتصال في زمن التغيير" - المنشور:إتجاهات وسائل الإعلام والإتصال في زمن التغيير - عربي}