
نشرة حول قضايا النوع الاجتماعي: النوع الاجتماعي والنزوح في لبنان في مرحلة وقف إطلاق النار

شهد لبنان بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024 أعنف تصعيد للأعمال العدائية مع إسرائيل منذ حرب 2006. فقد أدّت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، والمقترنة بإنذارات للإخلاء شملت مناطق على امتداد لبنان، بما في ذلك شرقه وجنوبه والضاحية الجنوبية لبيروت، إلى نزوح جماعي وتفاقم أوجه الضعف الاجتماعي والاقتصادي في أوساط الفئات المتضررة. وقد بلغ عدد النازحين/ات بسبب الصراع حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ما يقرب من 900 ألف شخصاً. ويشكل النساء والفتيات نسبة 51% من السكان النازحين داخلياً[1]. ومن بين 260 ألف أسرة معيشية، ما يقرب من 21 % منها أسر ترأسها نساء[2]. بالإضافة إلى ذلك، شملت أعداد النازحين أكثر من 80,000 سوري/ة و3,466 فلسطيني/ة من اللاجئين في لبنان[3]،[4]. لقد خلّف الصراع أضراراً جسيمة طالت حياة الناس. وفق تقديرات العاملين/ات في القطاع الصحي في لبنان، فقد 4,047 شخصاً حياته وجُرح 16,638 شخصًا، من بينهم 790 امرأة و316 طفلًا على الأقل منذ تصعيد الأعمال العدائية في 8 تشرين الأول/أكتوبر2023 [5].
تشير التقديرات إلى أنه في أعقاب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عاد نحو 80% من النازحين/ات داخليًا إلى أماكن السكن الأصلية[6]. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون غير قادرين على العودة إلى مجتمعاتهم بسبب الأضرار والدمار والقيود التي فرضها الجيش الإسرائيلي[7]،[8]. ومن بين الـ20% ممن لا يزالون نازحين داخليًا، 52% هم من النساء والفتيات[9]. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا يزال تأثير التصعيد واضحاً بشدة في جميع أنحاء لبنان. ولقد شكّل النزوح الجماعي تحديًا للمجتمعات المضيفة التي تعاني أساساً في مواجهة أزمة إجتماعية وإقتصادية متشعبة ومستمرة منذ عام 2019.
قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بجمع وتحليل البيانات للتعمق في فهم تبعات الصراع من حيث النوع الاجتماعي، واستخلاص توصيات تركز على النوع الاجتماعي، لتوجيه جهود الاستجابة الإنسانية والتعافي. والهدف من ذلك هو ضمان ألا تساهم جهود الإغاثة والتعافي في استمرار أوجه عدم المساواة بين الجنسين، الموجودة أساساً، لا بل المساهمة في اتباع أساليب تحويلية لتمكين المرأة، تكون مبنية على علاقات متساوية بين النساء والرجال. وكما هو مشهود عادة في سياقات أخرى، تعود هذه النشرة لتؤكد أنه في حين تؤثر الصراعات على المدنيين بشكل عشوائي، إلا أن النساء والفتيات قد يتأثرن بشكل غير متناسب بسبب أشكال متعددة ومتداخلة من التمييز التي تزيد من إقصائهن وتعريضهن للمخاطر.
[1] المنظمة الدولية للهجرة، مصفوفة تتبع النزوح، بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. لا تشمل الارقام الأفراد الذين لم يتم تتبعهم.
[2] استقراء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، استناداً إلى البيانات المستمدة من تقييم الاحتياجات المتعددة القطاعات لعام 2023 ومصفوفة تتبع النزوح الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
[3] مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 2024. استجابة المفوضية لحالة الطوارئ في لبنان، 20 تشرين الثاني/نوفمبر. متاح هنا باللغة الإنجليزية.
[4] تقرير الأونروا حول حالة الاستجابة الطارئة في لبنان بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. متاح هنا.
[5] وزارة الصحة العامة في الجمهورية اللبنانية، تقرير نشر بتاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر 2024. متاح هنا.
[6] المنظمة الدولية للهجرة، مصفوفة تتبع النزوح في لبنان. تم تسجيل أعلى عدد للنازحين/ات داخليًا في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث وصل العدد الى 899,725 شخصًا. وبحلول 11 كانون الأول/ديسمبر، انخفض هذا العدد إلى 178,817 نازح/ة داخليًا فقط (52% منهم من الإناث).
[7] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 2024، لبنان: تقرير موجز بالمستجدات رقم 48 - تصعيد الأعمال العدائية في لبنان، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. متاح هنا باللغة الإنجليزية.
[8] المنظمة الدولية للهجرة، 2024، مصفوفة تتبع النزوح في لبنان. لمحة موجزة عن التنقل - تقرير موجز بالمستجدات، الجولة 65، بتاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر. متاح هنا باللغة الإنجليزية.
[9] المنظمة الدولية للهجرة، مصفوفة تتبع النزوح، كانون الاول/ديسمبر 2024. متاح هنا باللغة الإنجليزية.