رنا دبليز، محامية وفاعلة في مجال حقوق الإنسان، كرّست مسيرتها للدفاع عن العدالة والمساواة. من بداياتها في الجامعة اللبنانية إلى دورها البارز في نقابة المحامين في طرابلس، تعكس رحلتها التزامًا راسخًا بإحداث تغيير ذي معنى.

أصبح مستشفى النجدة الشعبية شريان حياة للكثيرين. منى أبو زيد تشغل منصب مديرة المستشفى منذ عام 2019. خلال هذه الفترة، عملت بلا كلل لتأكيد التزامها الصمود في وجه العديد من التحديات الناتجة عن النزاعات المستمرة في المنطقة، وعن الأعراف الاجتماعية السائدة في مجتمع يسيطر عليه الرجال. اختارت البقاء في المستشفى بعد اندلاع المعارك، معطية الأولوية لتلبية الاحتياجات الطارئة على احتياجاتها الشخصية.

في 28 أيلول/سبتمبر 2024، وعلى بعد أميال قليلة من بلدتها، كفررمان، كادت رنا غنوي البالغة من العمر 42 عامًا، وهي والدة لطفلين، أن تفقد أطفالها عندما اندلع حريق في سيارة أمامها، إثر غارة جوية أدت إلى مقتل جميع من كانوا بداخلها. رنا هي أخصائية اجتماعية حاصلة على ماجستير في علم نفس الأطفال والمراهقين والوساطة الأسرية، وقد أعدت دراسة عن احتياجات العائدين/ات لصالح هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

رحّبت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لبنان باعتبارها لحظة محورية للدعوة إلى إصلاحات تستجيب للنوع الاجتماعي في مسارات الحكم والتعافي وإعادة الإعمار والمصالحة في البلاد. تمثّل زيارة الأمين العام فرصة حاسمة لرفع أصوات النساء في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما مع تولي الحكومة الجديدة التحديات المتعلقة بالتعافي الاجتماعي والاقتصادي وتطبيق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.

من بلدة حاروف في قضاء النبطية، تحدّثت رئيسة جمعية "روح العمل الاجتماعية"، غدير حوماني، إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة من مكتبها، حيث لا تزال آثار الزجاج المحطم والأبواب المكسرة شاهدة على الفظائع التي مرّت بها المنطقة. غدير، أم لطفلين، حاصلة على دكتوراه في المهارات والقيادة الحياتية، ومدربة متخصصة لدى العديد من المؤسسات الاجتماعية. نزحت غدير وعائلتها أثناء النزاع إلى منطقة الجيّة، وما أن توقف القصف، حتى التحقت بأوائل العائدين/ات، حيث استأنفت العمل في جمعيتها، وواصلت ما بدأته في مراكز النزوح في الجية.

في خضم التحديات والنزاعات التي شهدها لبنان، تجلت قصص لنساء أحدثن فرقًا من خلال مبادراتهن خلال الأزمة الأخيرة. ومن بين هؤلاء، ريتا باروتا، أستاذة جامعية وناشطة في المجال الإنساني. تعكس تجربة ريتا نضالها المستمر لدعم النساء المهمّشات في مجتمعاتهن، وتشجيعهن على المطالبة بحقوقهن في مجتمع يعاني من الفوضى والأزمات والصراعات.

زاد احتدام الصراع من وطاة الأزمة الإنسانية التي تفاقَمت في الآونة الأخيرة في لبنان، وألحقَت خسائر فادحة طالت حياة الناس. وفي الخطوط الأمامية للاستجابة للأزمات، تقوم منظمات بقيادة نسائية بتقديم مساعدات إنسانيّة حيويّة ومُنقذة للحياة للسكان المتضررين، ولمن يحتاجها من النساء والفتيات.

جوزفين زغيب لبنانيّة حاصلة على شهادة دكتوراه، وناشطة اجتماعية وسياسية منذ مدّة طويلة. تترأّس جوزفين "جمعية بيتي" غير الحكومية، وتشغل منصب نائبة رئيس شبكة المساءلة الاجتماعية في العالم العربي. انتُخبت زغيب لعضوية المجلس البلدي في كفرذبيان عام 2010 وأعيد انتخابها للمنصب نفسه عام 2016. ساهمت زغيب في وضع خطط تنمية استراتيجية لعددٍ من المدن اللبنانية والعربية، كما أطلقت الكثير من الحملات المناهضة للعدالة الاجتماعية، وساعدت الجمعيات على إضفاء الطابع المؤسسي عليها. وهي الآن مرشّحة للمجلس النيابي.

فداء الساحلي هي ناشطة إنسانية دافعت عن التنمية والتغيير الاجتماعي والمواطنة الفعّالة وتمكين الشباب والشابات في محافظة بعلبك الهرمل - لبنان لأكثر من عقدين. هي حالياً تقود "جمعية العاصي للتنمية" في الهرمل، وتدير مشروعاً ممولاً من صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني تدعمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتمكين النساء صانعات السلام. في ظل تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية، تم تهجير العديد من النساء المشاركات في المشروع. أما اللواتي بقين فهن مستمرات في عملهن ويحافظن على التواصل مع زميلاتهن النازحات، رغم محدودية الموارد وصعوبة التنقل والمخاطر التي تهدد سلامتهن.

أفادت وزارة الصحة في لبنان أنّه ما بين 8 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023 و1 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024، قُتل 1575 شخصًا، منهم 297 امرأة. وبلغ عدد الإصابات 10,835 من بينهم 2100 امرأة.

ساهمت حكومة النمسا بمبلغ مليون يورو لصالح الجهود الإنسانية التي تبذلها "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في لبنان لدعم النساء والفتيات في جنوب لبنان المتأثرات بتصاعد الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق. سيتم توجيه المساعدة المالية نحو مشروع تنفّذه "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" لتعزيز قدرة النساء النازحات داخلياً على الصمود والاعتماد على الذات وتعزيز الدور الذي يضطلعن به في قيادة العمل الإنساني وذلك من خلال الوصول إلى خدمات سبل العيش والحماية الشاملة.

يطلق صندوق السلام والعمل الإنساني (WPHF) الدورة التمويلية الرابعة في لبنان. تهدف هذه الدعوة لتقديم المقترحات إلى دعم منظمات المجتمع المدني المحلي لتنفيذ مشاريع تركز على أ) حماية النساء والفتيات وب) بناء السلام والتعافي. كما توفر هذه الدعوة لتقديم المقترحات فرصة لمنظمات المجتمع المدني العاملة على تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن والعمل الإنساني (WPSHA) في لبنان لتقديم مقترحات تخص التمويل المؤسساتي المخصص لتعزيز واستدامة قدرات تلك المنظمات.

بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، تجدّد حكومة أستراليا التزامها بالمساواة بين الجنسين في لبنان من خلال التوقيع على اتفاقية جديدة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان بقيمة 1,500,000 دولار أسترالي لتقديم المساعدة الإنسانية لما يزيد على 4,300 امرأة وفتاة ورجل وفتى من خلفيّات متنوعة، في ثلاث محافظات في لبنان.

افتتحت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" بالشراكة مع "اكتد" والمنظمة المحلية "نساند" وبدعم من حكومة اليابان، وحدة إنتاج الفوط الصحية للدورة الشهرية "نسمة *" في بيروت.

يطلق صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني (WPHF) الجولة الثالثة من عملية التمويل في لبنان. الغاية العامة من هذه الدعوة لتقديم المقترحات هي تقديم المنح لمنظمات المجتمع المدني المحليات النسائية والشبابية في لبنان من أجل حماية النساء والفتيات، ولا سيما أولئك الذين يعملون في بناء السلام في سياق النزاع والسياقات الإنسانية.

روي صايغ، 29 عاماً، معالج نفساني يعمل على مساعدة الناس على الشفاء من الصدمات الماضية والراهنة من خلال العلاج النفساني. في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، التحق بمركز "ريستارت" لإعادة تأهيل ضحايا العنف والتعذيب، وهو كناية عن منظمة غير حكومية لبنانية يوفّر الدعم النفساني والاجتماعي فضلاً عن العلاج للنساء المتضررات من الحرب الأهلية اللبنانية، بالشراكة مع "هيئة الأمم المتحدة للمرأة".

تعمل نيكول قسيس، 43 عاماً، أستاذة للغة الفرنسية منذ أكثر من 23 عاماً في مدرسة راهبات الوردية، في سن الفيل. شرعَت هذه الأم لطفلين في رحلة تطوير ذاتي وأصبحت ناشطة مجتمعية بعد انضمامها إلى "لجنة المرأة" التي تم إنشاؤها في إطار مشروع "ريفايف"، الذي يوفر فرص تدريب تفاعلية لشبكة من النساء لدفع التغيير في مجتمعاتهن.

اليوم، 10 كانون الأول/ديسمبر، يوم حقوق الإنسان، ونهاية الـ16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ينبغي لنا أن نتطلع إلى الأمام. من خلال دعم النساء اللبنانيات للحصول على حصة متساوية في المجتمع، إن لدى لبنان فرصة هائلة لاتخاذ خطوات هادفة تؤدي إلى تلبية المطلب العام والواسع النطاق للإصلاحات العاجلة.

نورا ساحلي، 26 سنة، أخصائية نفسية لبنانية تدعم النساء والفتيات للتغلب على الصدمات النفسية التي سببها انفجار مرفأ بيروت. كانت نورا واحدة من بين 18 معالجًا ومعالجة نفسية التحقوا بعد يومين فقط من الانفجار بخيمة إغاثة طارئة أقامها مركز ريستارت لتأهيل ضحايا التعذيب والعنف، وهي منظمة محلية غير حكومية، وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والإسعافات الأولية والطعام والمواد الخاصة بالصحة والنظافة للمتضررات من الانفجار.

عاشت مريم *، 47 عامًا، مع زوج مسيء لمدة 17 عامًا قبل أن تهجره في عام 2018. بعد طلبها الحماية والمساعدة القانونية من منظمة "كفى"، وهي منظمة لبنانية غير حكومية وشريكة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، - ومن خلال الدعم السخي لحكومة هولندا - استعادت مريم القوة التي ظنّت أنها فقدتها.